حوار مع مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الأميركية
وحدت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية (Centers for Disease Control and Prevention) (CDC) جهودها مع مراكز العناية الطبية وخدمات الرعاية الطبية (Centers for Medicare and Medicaid Services)، في حملة أطلق عليها «مبادرة المليون قلب» (the Million Hearts initiative). وقد تحدثنا إلى الدكتور توماس آر فريدن رئيس «CDC» حول توقعاته بشأن تحسين هذه المبادرة للرعاية * المقدمة للأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب والآخرين الذين سيصابون بها لاحقا، من دون علمهم بذلك.
* هل تعتقد أن الجمهور يعرف مدى التأثير الضار على الصحة نتيجة ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وعدم ممارسة الرياضة، والمشاكل الأخرى المترتبة على الخيارات الشخصية؟
– لا.. أنا أعتقد أن الجمهور مرتبك لوجود جملة من الأصوات الخليطة الموجهة إليهم، التي تقود بالنتيجة إلى عدم الإنصات لصوت محدد واحد مهم لصحتهم. وتركز «مبادرة المليون قلب» على تلك التغيرات التي ثبت أنها تمنع حدوث الأمراض، وبهذا فإنها تحمي الأرواح.
* جوانب المبادرة الرئيسية
* كيف قررتم انتقاء أهم الجوانب الرئيسية التي ينبغي على المبادرة التأكيد عليها؟
– إن من المهم التعرف على المجالات التي يمكننا إحراز التقدم فيها بسرعة. وعلى الرغم من أن هذه هي أمور صعبة، فإنها أمور متفق على أهميتها، وبالإمكان إنجازها ومراقبتها بشكل دقيق.
وقد انتقينا 6 جوانب رئيسية تعتبر من أبجديات الأمور: تناول الأسبرين من قبل الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الذين وقعت لهم حوادث في القلب، والتحكم في ضغط الدم المرتفع إلى النطاق المتفق عليه من الجميع، والتحكم في مستوى الكولسترول لدى الأشخاص الموجودين ضمن نطاق الخطر الأعلى، والتوقف عن التدخين، إضافة إلى خفض تناول الصوديوم، وكذلك خفض تناول الدهون المتحولة (trans fats) التي تضر بصحة القلب والأوعية الدموية.
ومن الممكن إحداث تقدم محتمل في كل هذه الجوانب، الأمر الذي سيقود إلى إنقاذ أرواح الناس، والاقتصاد في النفقات الصحية.
* بينما توجه الجهود المبذولة على نطاق واسع لدرء حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى إلى قطاعات كبيرة من السكان، نرى أن مبادرة المراكز تركز على الأطباء وعلى نظام الرعاية الصحية..
– إن درء حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية يتطلب جهودا جماعية. وأحد الأمور التي نأمل أن تحققها «مبادرة المليون قلب»، هي التوصل إلى أفضل وسائل العناية الصحية لمرضى القلب والأوعية الدموية. وكدولة فإن الولايات المتحدة لها مؤشرات ضعيفة، إذ إن 47 في المائة فقط من الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث في القلب والأوعية الدموية يتناولون الأسبرين، و46 في المائة فقط يتحكمون في مقدار ضغط الدم لديهم، و33 في المائة فقط يتحكمون في مستوى الكولسترول، ولا تتمكن إلا نسبة ضئيلة من المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين في الحصول على علاج طبي ثبت أنه ينجح في زيادة احتمالات التوقف عن هذه العادة.
ولذا، وبدعمنا للاختصاصيين في ميدان الرعاية الصحية، فإننا نؤمن بأننا سندفع باتجاه زيادة تناول الأسبرين، والتحكم في ضغط الدم، والتحكم في الكولسترول نحو نسبة 80 في المائة ضمن نظم الرعاية الصحية، وإلى نسبة 65 في المائة في المجتمعات السكانية، وكذلك التقليل من نسبة المدخنين.
* دور الأفراد
* أين هو موقع الخطوات التي يتخذها الأفراد الأصحاء وأولئك المصابون بأمراض القلب في «مبادرة المليون قلب»؟
– بمقدور أفراد الجمهور اتخاذ خطوات بسيطة لحماية أنفسهم وعائلاتهم من النوبات القلبية والسكتات الدماغية عن طريق التأكد في وجود ضغط دم مرتفع لديهم أو ارتفاع الكولسترول، والتحكم في مقاديرهما، إضافة إلى استشارة الأطباء حول ما إذا كان عليهم تناول حبة أسبرين يوميا أو الإقلاع عن التدخين أو تناول أطعمة صحية. كما ينبغي على أفراد الجمهور أيضا أن يتوقعوا من نظام الرعاية الصحية تقديم خدمات أكثر لهم.
إن أعظم جانب في «مبادرة المليون قلب» هو أنها تساعد الناس كما تساعد العاملين في الرعاية الصحية على تنفيذ ما يجب تنفيذه؛ وهو اتخاذ خطوات لدرء حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وإننا نعرف تماما ما هي تلك الخطوات. وما علينا إلا القيام بها!