أن تصوموا خيراً لكم إن كنتم تعلمون ، قصتنا اليوم تبدأ مع هذا المقطع من الآية القرآنية الكريمة ، جميعنا نعلم و نشعر في كثير من الأحيان بالأثر الإيجابي للصيام على صحتنا النفسية و الجسدية، لكن عندما نحاول البحث عن الآثار الصحية الموثقة من الناحية العلمية التي ترتبط بـ تأثير الصيام على الجسم الإنسان .
فإننا للأسف نجد تضارب وتداخل كبير في المعلومات مدفوع بكم هائل من المعلومات غير المبنية على مراجع علمية مناسبة، مما يجعل الأمر في النهاية أشبه بالمستحيل، إذا أردنا أن نكتشف إنعكاسات الصوم الصحية على جسدنا في المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية الدولية.
في هذا المقال سوف نحاول أن نقهر هذا المستحيل بجولة في الدراسات البحثية الطبية التي تناقش تأثير الصيام على الجسم الشهر المبارك على مختلف أجهزتنا الحيوية.
تأثير الصيام على الجسم و الصحة
الصيام و أثره على وظائف الكبد
يتمثل دور الكبد الأساسي خلال فترة الصيام في العمل على حفظ مستويات الجلوكوز ، مصدر طاقة الخلايا في الدم و ذلك من خلال عدة مسارات:
- زيادة معدل تكسير الجلايكوجين: هو عبارة عن مادة تخزن بكميات محددة في الكبد، وينتج عن تكسيرها جزيئات جلوكوز، وفي المتوسط يمكن لمخزون الجلايكوجين في الكبد حفظ مستويات الجلوكوز في الدم لفترة في حدود 12 ساعة.
- صنع جلوكوز جديد: للكبد أيضاً القدرة على تصنيع جزيئات الجلوكوز من بعض المواد الخام التي تتوافر لديه مثل : بعض أنواع الأحماض الأمينية والمركبات الأولية الأخرى، وتبدأ هذه الخطوة إذا استمرت ساعات الصيام لفترة أطول، مما يمكن للجلايكوجين وحدة مسايرتها.
على جانب آخر .. وجدت بعض الدراسات التي استهدفت اكتشاف تأثير الصيام على الجسم وعلى مرضى الكبد أن نسبة كبيرة من الحالات المستقرة في فترة ما قبل رمضان لا يحدث لها أي آثار سلبية بسبب الصيام في رمضان.
و في دراسة على تأثير الصيام على الجسم و خاصةً مرضى الكبد وجد الآتي:
- التزام المرضى بالعلاج كان أفضل في المجموعة غير الصائمة مقارنة بالمجموعة الصائمة.
- الصيام ارتبط به زيادة في معدل أعراض عسر الهضم.
- لكن على عكس النتائج السابقة، وجد أن معدل حدوث نزيف بسبب دوالي المريء كان أقل في المجموعة الصائمة مقارنةً بالمجموعة غير الصائمة.
الصيام وتأثيره على المرارة
رغم قلة عدد الدراسات التي ناقشت تأثير الصيام على الجسم على المرارة، وما يرتبط بها من مشكلات صحية مثل : التهاب المرارة، والحصوات المرارية، إلا أن هذه الدراسات تتفق على أن المرارة تتأثر بعدة عوامل متنوعة؛ لذا فإن الحكم على تأثير رمضان عليها دون مراعاة هذه العوامل يعطي نتيجة غير دقيقة.
من هنا يمكن وضع بعض أهم المحاور الخاصة بالعلاقة بين رمضان وبين مشكلات المرارة و تشمل:
الوجبات الدهنية الدسمة:
تمثل الوجبات الدهنية الدسمة أحد أكبر التحديات الصعبة بالنسبة للمرارة، لذا ترتبط مشكلات المرارة بها بشكل كبير، وعلى ذكر الوجبات الدهنية الدسمة يأتي ذكر الموائد الرمضانية العامرة، وهكذا يتضح أن نمط التغذية الغير صحي في رمضان والذي يعتمد على تناول وجبات دسمة وغنية بالدهون يؤدي إلى تأثير سلبي على المرارة.
السمنة
الأشخاص المصابون بـ السمنة بشكل عام تكون احتمالات دون أمراض المرارة لديهم أعلى من نظرائهم من الأشخاص الأقل وزناً.
الكوليسترول
تعتبر الحصوات المرارية المتكونة من الكوليسترول أحد الأنواع الشائعة وراء مشكلات المرارة، و غالباً ما تكون مرتبطة بـارتفاع نسب الكوليسترول في الدم بشكل عام.
و من حسن الحظ أن هناك افتراضات علمية مبنية على نتائج بعض الدراسات تشير إلى دور إيجابي لصيام رمضان في خفض نسب الكوليسترول الضار في الجسم، مما قد يكون له تأثير إيجابي على صحة المرارة.
هكذا يمكننا أن نقول إن التأثير الإيجابي للصيام على صحة المرارة مشروط بـتقليل الوجبات الدهنية الدسمة في رمضان، و استبدالها بوجبات صحية غنية بـ الخضروات الطازجة، وهو ما سينعكس إيجابياً على الوزن.
و بالتالي سوف نتمكن من ضبط العوامل التي ترتبط بآثار سلبية على المرارة لتصبح متناغمة مع تأثير الصيام على الجسم بالشكل الإيجابي على نسب الكوليسترول بما يضمن فرص أكبر للحفاظ على صحة المرارة.
هل صيام رمضان يذيب الأملاح ؟
الإجابة المباشرة على هذا السؤال هي النفي؛ إذ إن الصيام بطبيعته يرتبط بنقص كميات السوائل في الجسم، والتي يفترض بها تخفيف وإذابة الأملاح ( تعبير مبسطاً لعمليات حيوية معقدة ) ؛ لذا فإن أول إنعكاسات الصيام تتمثل في زيادة نسبية في نسبة أملاح الصوديوم في الدم.
لكن في نفس الوقت فإن هناك بعض الآليات الدفاعية التي يلجأ إليها الجسم خلال فترة الصيام لضبط التوازن بين نسب السوائل في الجسم و نسب الأملاح و يتمثل أهمها في زيادة الهرمون المضاد لإدرار البول بما يساعد على الاحتفاظ بالسوائل في الجسم لوقت إضافي.
هكذا فإن الأشخاص الأصحاء يمكنهم الحفاظ على نسب طبيعية من السوائل و الأملاح خلال الصيام ما لم يتعرضوا لجفاف شديد مرتبط بفقدان السوائل بشكل سريع و مفاجيء.
هل صوم رمضان يحمي المناعة ؟
تشير الدراسات المتوافرة في الوقت الحالي إلى أن هناك ارتباط بين صيام رمضان و بين انخفاض بعض العوامل المحفزة للتفاعلات المناعية الالتهابية في الجسم.
و هذا قد يكون مؤشراً جيداً لمن يعانون من أمراض المناعة الذاتية حيث يكون جزءاً من مشكلتهم هو في زيادة إفراز الجسم لهذه العوامل المحفزة للتفاعلات المناعية بشكل ذاتي مما يترتب عليه ظهور الأعراض.
على جانب آخر، رغم وجود بعض الدراسات التي تشير لوجود تحسن في قدرات بعض أنواع الخلايا المناعية خلال فترات الصيام .
إلا أن العدد الأكبر من الأدلة المتوافرة يشير إلى أن الاختلافات في الوظائف المناعية بين الصائمين وغير الصائمين من الأفراد الأصحاء هي اختلافات طفيفة و لا تعطي نتائج مؤكدة من الناحية الإحصائية سواء بالإيجاب أو النفي.
تأثير الصيام على الجسم و نقصان الوزن
في أحد الدراسات التي أجريت لدراسة تأثير الصيام على الجسم و الوزن، وجد أن حوالي 80% من العينة المشاركة في البحث قد فقدوا وزن في حدود 5 كيلوجرام في المتوسط، بينما حافظ 8% من العينة على وزنهم، و 12% من العينة زاد وزنهم.
و أهم ما ورد في هذه الدراسة هو أن الأشخاص الذين خسروا الوزن قد خسروه بشكل تلقائي و سلس دون الشعور بتعب غير معتاد أو هبوط ناتج عن فقدان الوزن.
و رغم ذلك فإنه لا شك في أن هناك العديد من العوامل التي ينبغي وضعها في الاعتبار من أجل تنبؤ تأثير الصيام على الوزن، ومن أجل الدقة، فإننا يجب أن نفكر في تأثير رمضان بشكل عام على الوزن بما يشمل أوقات الصيام وأوقات الإفطار أيضاً.
و من أهم هذه العوامل :
- توقيت رمضان وعدد ساعات الصيام.
- الحالة الصحية العامة للفرد ووزنه قبل رمضان.
- النمط التغذية خلال رمضان ومعدل السعرات الحرارية اليومية.
- نمط ممارسة الرياضة في رمضان.
التأثيرات النفسية للصيام
أهم العوامل الخاصة بـ تأثير الصيام على الجسم و الصحة النفسية :
- النظر للصيام كتجربة روحانية متكاملة وليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب.
- الحرص على تقليل التوتر في نهار رمضان من خلال النوم لساعات كافية في الليل.
- استغلال الأجواء الأجتماعية لرمضان لتحسين الروابط الأسرية.
- استغلال رمضان كفرصة لتحسين علاقة الشخص بربه، بما ينعكس على زيادة تقديره لذاته وثقته ورضاه عن نفسه.
الصيام و تأثيره على القلب و الأوعية الدموية
بشكل عام وجد أن الأشخاص الأصحاء نادراً ما يعانوا من أي مضاعفات مرتبطة بصيام رمضان، كما أن نسبة لا بأس بها من مرضى القلب المنتظمين على خطتهم العلاجية يستطيعوا الصوم بأمان في أغلب فترات رمضان.
و الآثار الجانبية الوحيدة المرتبطة بصيام الأصحاء تتمثل في احتمالية حدوث انخفاض في معدل ضربات القلب وانخفاض في الضغط عند الصيام لفترات طويلة، وهو ما يرتبط بعوامل إضافية مثل تعرض الصائم لإرهاق غير معتاد أو جفاف شديد أيضاً بسبب فقدان كميات كبيرة من السوائل.
على جانب آخر و من الأخبار السعيدة أن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن صيام رمضان يرتبط بتغير إيجابي في نسب الكوليسترول في الدم؛ حيث ترتفع نسبة الأحماض الدهنية المفيدة للجسم في مقابل انخفاض نسبة الأحماض الدهنية الضارة، وهذا ينعكس على عمل القلب والأوعية الدموية بكفاءة أكبر وتقليل احتمالات تصلب الشرايين وانسدادها.
و كالعادة دوماً فإن التأثير الإيجابي للصيام على صحة القلب مشروط بنمط تغذية صحي في فترة ما بعد الإفطار يتضمن تقليل الدهون في مقابل زيادة المكونات الغذائية الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية المفيدة مثل الخضروات والفواكهة.
تأثير الصيام على الجهاز الهضمي
رغم عدم وجود دراسات متعمقة حول تأثير الصيام على الجسم والجهاز الهضمي، إلا أنه بشكل عام فإن استفادة الجهاز الهضمي من شهر رمضان مشروطة بتبني بعض مباديء نمط التغذية الصحية و تشمل :
تنظيم مواعيد الوجبات :
من المعروف في رمضان أن وجبة الإفطار لها موعد ثابت بعد غروب الشمس وكذلك وجبة السحور قبل الفجر، و بعض الناس يضيف وجبة ثالثة في منتصف فترة ما بعد الإفطار، و انتظام مواعيد هذه الوجبات يومياً يساعد الجهاز الهضمي على التكيف سريعاً مع نمط التغذية خلال رمضان بما يقي الإنسان من مشكلات الإمساك وعسر الهضم والانتفاخ.
على جانب آخر فإن تناول الوجبات و المأكولات المتفرقة بشكل عشوائي طوال فترة ما بعد الإفطار يسبب عبءاً كبيراً على الجهاز الهضمي و يصعب من تنظيم عمله مما قد ينعكس في صورة عسر هضم أو إمساك.
الحرص على الألياف الغذائية :
الحرص على تناول كميات كافية من الألياف الغذائية خلال فترة ما بعد الإفطار متمثلة في الفاكهة،و الخضروات الطازجة يضمن تسهيل عمل الجهاز الهضمي وانتظامه، على عكس الإكثار من الوجبات الدسمة و الدهنية.
تناول كميات كافية من السوائل :
الحرص على شرب المياه بشكل منتظم و متوازن طوال فترة ما بعد الإفطار بجانب الحصول على سوائل إضافية من العصائر الطازجة والفواكه يمثل عنصراً إضافياً لضمان عمل الجهاز الهضمي بكفاءة خلال رمضان.
هل يسبب الصيام قرحة المعدة ؟
رغم أن هناك بعض المعتقدات الشائعة بتأثير الصيام على الجسم بشكل سلبي، وزيادة قرحة المعدة، إلا أن هذا الأمر غير مؤكد من ناحية الدراسات الطبية و يختلف وفقاً لتفاصيل الحالة الصحية لكل حالة على حدة، ويتوقف بشكل خاص على نمط التغذية الخاص بكل حالة وانتظامها على خطتها العلاجية في رمضان.
الصيام وآثاره علي الرئة
الصيام في حد ذاته لا يسبب أي آثار سلبية على الرئة أو الوظائف التنفسية الطبيعية للأشخاص الأصحاء، لكن في بعض الأحيان يكون هناك انخفاض نسبي للوظائف التنفسية بعد رمضان ، و غالباً ما يرتبط بعوامل أخرى مثل:
- اكتساب وزن إضافي في رمضان.
- كون الشخص مدخن من عدمه وعودته بعد رمضان نمط التدخين المعتاد.
- بعض مرضى الربو يرفضون تناول البخاخة في رمضان مما يؤدي إلى تدهور مؤقت في الوضع التنفسي.
و بشكل عام فإن القدرات التنفسية خلال رمضان تبقى بنفس الكفاءة ولا تتأثر سلبياً بـ الصيام.
تأثير الصيام على الجلد
يعتبر الجلد من أكثر مكونات الجسم حساسية لشهر رمضان بسبب إنعكاس الصيام عليه من طريقين:
- انخفاض محتوى السوائل في الجسم ينعكس على جفاف الجلد.
- عدم تنبي نمط تغذية صحي قد يؤدي إلى نقص في الفيتامينات و العناصر التي يحتاجها الجلد لنضارته.
لذا فإن كلمة السر في الحفاظ على صحة الجلد في رمضان تتمثل في اتباع الإرشادات التالية :
- تجنب التعرض المباشر للشمس في نهار رمضان.
- الحرص على ارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة و غطاء للرأس عند الاضطرار للخروج في نهار رمضان.
- الحرص على شرب كميات كافية و متوازنة من المياه والعصائر الطازجة على مدار ساعات ما بعد الإفطار.
- الحرص على تناول الفاكهة و الخضروات الطازجة المعروفة بكونها غنية بمحتوى السوائل لحماية الجسم من الجفاف.
- الحرص على تناول الخضروات والفاكهة الطازجة بشكل يومي بكميات متوازنة لإمداد الجسم باحتياجاته من الفيتامينات المتنوعة.
تأثير الصيام علي الدم
الدراسات الخاصة بتأثير الصيام على عناصر الدم المختلفة لا تعطي نتائج موحدة في كافة الحالات، و غالباً ما يرجع ذلك إلى اختلاف طبيعة العينات من دراسة لأخرى بالإضافة إلى اختلاف الظروف الخاصة برمضان وفقاً للموقع الجغرافي و المناخ و طول فترة الصيام.
لكن بشكل عام هناك مباديء أساسية فيما يخص تأثير الصيام على الدم :
- الأشخاص الأصحاء الملتزمون بنظام غذائي صحي في رمضان يضمن كميات متوازنة من الحديد و الفيتامينات والأملاح المعدنية غير معرضون لأي خطر من صيام الشهر الكريم.
- الأشخاص الذين يعانون من أنيميا أو خلل في نسب الهيموجلوبين يجب أن يتابعوا مع طبيبهم مسألةالصيام من عدمه؛ لأن الصيام لا يناسب جميع الحالات.
- النتائج الإيجابية السابقة ذكرها الخاصة بارتفاع نسبة الأحماض الدهنية المفيدة في الدم مقابل الأحماض الدهنية الضارة تكون مشروطة بتبني نمط غذائي صحي.
- كما يجب الانتباه بشكل خاص بمصابين بمشكلات تجلط الدم أو النزف المتكرر؛ حيث يرتبط الصيام أحياناً بتغيرات في عوامل التجلط مما يؤدي إلى زيادة فرص التعرض للنزيف.
تأثير الصيام على الهرمونات
هناك العديد من التغيرات الهرمونية المصاحبة للصيام التي يعتمد أغلبها على نظرية تعرض الجسم لضغط، نتيجة انخفاض مستويات الجلوكوز والجوع لفترات طويلة، و من أهم هذه التغيرات الهرمونية:
- تغير الدورة اليومية لمعدلات إفراز الكورتيزون الطبيعي في الجسم.
- زيادة معدلات إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يعطي إشارات للكبد لزيادة نسبة الجلوكوز في الدم من خلال تكسير مخزون الكبد من الجلايكوجين.
- زيادة إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول من أجل الاحتفاظ بالسوائل فترة أطول في الجسم ومقاومةالجفاف.
- انخفاض معدل إفراز هرمون التستوستيرون بنهاية رمضان.
و جميع هذه التحولات الهرمونية تكون ضمن النطاق الطبيعي و يمكن تفسيرها وفقاً لتعرض الجسم لنوع من الضغط خلال الصيام يتمثل في انخفاض مخزون الطاقة لديه.
تأثير الصيام علي الكلى
العلاقة الأساسية بين الصيام وبين الكلى و الجهاز البولي بشكل عام تتمثل في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم ومنع الجفاف؛ حيث وجد أن الأشخاص الأصحاء لا يعانون من أي مضاعفات كلوية أثناء الصيام .
نرجو أن تكونوا تعرفتم على التأثيرات الصحية للصيام على الجسم، وإذا إصابتكم أي مشكلة صحية، يمكنكم استشارة أحد أطبائنا من هنا.
اقرأ أيضاً
فوائد تناول السلطة في رمضان
الرياضة في رمضان .. متى يجب ممارستها قبل أم بعد الإفطار
كيف تتغلب على اضطرابات النوم في رمضان ؟