جهاز المناعة داخل الجسم.. متى يدافع عنك ومتى يقاتل ضدك؟

جهاز المناعةتخيل قصراً بدون أي أبواب أو سور أو حُراس حوله، يحوي بداخله الكثير من المجوهرات والتحف الثمينة، ويقع بداخل غابة مليئة بالحيوانات والزواحف المختلفة وبعض السكان، ماذا سيحدث لما بداخل القصر؟ إن هذا بالضبط هو ما يصور لك أهمية جهاز المناعة للجسم، فبدونه سيكون الجسم عرضة لمهاجمة كافة الكائنات والعوامل الخارجية، ولكن هل حراس القصر دوماً في خدمته أم أنهم قد ينقلبوا عليه ويهاجموه؟ تابع المقال لتتعرف على الإجابة.

ADVERTISEMENT

ما هو جهاز المناعة في الجسم؟

إن جهاز المناعة مثل الجيش الذي يجمع بداخله الكثير من أنواع الحراسة مختلفة الرتب والوظيفة، ولكن جميعها يهدف لشئ واحد وهو الحماية والدفاع، فهو منتشر في جميع أنحاء الجسم، ويشتمل على أنواع كثيرة من الخلايا والأعضاء والبروتينات والأنسجة.

يتعرف جهاز المناعة على الأنسجة والخلايا والكائنات والمواد الغريبة عن الجسم، وحينها تحدث ما تسمى الاستجابة المناعية، سنتعرف عليها ولكن أولاً سنعرض لك الشخصية الرئيسية في جيش أو جهاز المناعة للجسم.

ADVERTISEMENT

خلايا الدم البيضاء في جهاز المناعة

تُسمى خلايا الدم البيضاء أيضاً الكريات البيضاء، وهي تدور في الجسم بشكل دائم في الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية الموازية للأوردة والشرايين، ويتم تخزين خلايا الدم البيضاء في أماكن مختلفة في الجسم، والتي يُشار إليها عادة بإسم الأوعية اللمفاوية، وتشمل ما يلي:

  • الغدة الصعترية، وهي غدة بين الرئتين وتحت الرقبة مباشرة.
  • الطحال، وهو عضو يقوم بترشيح الدم ويقع في الجزء العلوي الأيسر من البطن.
  • نخاع العظام، وهو موجود في وسط العظام وينتج أيضاً خلايا الدم الحمراء.
  • الغدد اللمفاوية، وهي غدد صغيرة متمركزة في جميع أنحاء الجسم ومرتبطة بالأوعية اللمفاوية.

أنواع خلايا الدم البيضاء في جهاز المناعة

هناك نوعان رئيسيان من الكريات البيضاء في الدم وهما:

ADVERTISEMENT

البالعات

هذه الخلايا تحيط وتمتص مسببات الأمراض وتحطمها، وهناك عدة أنواع من البالعات وتشمل ما يلي:

  • العدلات، وهي أكثر الأنواع شيوعاً وتميل إلى مهاجمة البكتيريا.
  • الحيدات، وهي أكبر نوع ولها العديد من الأدوار المناعية.
  • الضامة، وهي تدور خصيصاً لمسببات الأمراض وإزالة الخلايا الميتة.
  • البدينة، ولديها العديد من الوظائف بما في ذلك المساعدة على التئام الجروح والدفاع ضد مسببات الأمراض.

الخلايا اللمفاوية

تساعد الخلايا اللمفاوية الجسم على تذكر الغزاة السابقين الذين هاجموا القصر (الجسم) من قبل، والتعرف عليهم إذا عادوا للهجوم مرة أخرى، تبدأ الخلايا اللمفاوية حياتها في نخاع العظام، يبقى بعضها في النخاع ويتطور لخلايا ليمفاوية ب، بينما البعض الآخر يتجه للغدة الصعترية ويصبح الخلايا اللمفاوية التائية، ولهذين النوعين أدوار مختلفة كما يلي:

  • الخلايا اللمفاوية B، تنتج الأجسام المضادة وتساعد على تنبيه الخلايا اللمفاوية التائية.
  • الخلايا اللمفاوية T، تدمر الخلايا المشوهة في الجسم وتساعد على تنبيه خلايا الدم البيضاء الأخرى.

استجابة جهاز المناعة للخطر

يجب أن يكون جهاز المناعة قادراً على تمييز القريب من الغريب، وهو يقوم بذلك عن طريق الكشف عن البروتينات الموجودة على سطح جميع الخلايا، وهو يتعلم تجاهل البروتينات الذاتية في مرحلة مبكرة.

ADVERTISEMENT

المستضد هو أي نوع من الأعداء يهاجم القصر، أي أنه مادة يمكن أن تثير استجابة جهاز المناعة، في كثير من الحالات يكون المستضد عبارة عن بكتيريا أو فطريات أو فيروس أو سم أو جسم غريب، كما يمكن أيضاً أن يكون إحدى خلايا الجسم المعيبة أو الميتة (يمكن أن نعتبر الخلية الميتة هنا إحدى القطع القديمة الفاسدة الموجودة بالقصر، والتي يجب التخلص منها).

كيف تعمل الاستجابة المناعية؟

دور الخلايا اللمفاوية ب

بمجرد اكتشاف الخلايا اللمفاوية ب للمستضد، فإنها تبدأ في إفراز الأجسام المضادة، وهي بروتينات خاصة تمسك بمستضدات معينة، كل خلايا من خلايا ب تصنع جسم مضاد محدد، على سبيل المثال قد تصنع الجسم المضاد ضد البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي، والجسم المضاد الآخر الذي يتعرف على فيروس البرد الشائع.

الأجسام المضادة هذه هي جزء من عائلة كبيرة من المواد الكيميائية تسمى الجلوبولين المناعي، وهي إحدى أكبر الكتائب في جيش المناعة، والتي تقوم بتمييز وتصنيف الميكروبات حتى تتمكن الخلايا الأخرى من التعرف عليها والتعامل معها، وتشمل العائلة ما يلي:

ADVERTISEMENT
  • الجلوبولين المناعي M، وهو خبير في قتل البكتيريا.
  • الجلوبولين المناعي A، وهو يتجمع في السوائل مثل الدموع واللعاب، لذلك فهو حارس بوابات الجسم.
  • الجلوبولين المناعي E، وهو يحمي من الطفيليات ويرتبط بشكل كبير بالحساسية.
  • الجلوبولين المناعي D، وهو يبقى مرتبطاً بالخلايا اللمفاوية B، مما يساعدها على بدء الاستجابة المناعية.

تقوم كتيبة الجلوبولين المناعي هذه بالإمساك بالعدو ولكنها لا تقتله أو تتخلص منه، فالقتل هنا هو مهمة كتيبة أخرى وهي البالعات.

دور الخلايا اللمفاوية التائية

هناك أنواع مميزة من الخلايا اللمفاوية التائية كما يلي:

  • الخلايا المساعدة، وهي تقوم بدور المراسلة والمساعدة في الجيش، بعضها يحفز الخلايا البائية لإنتاج المزيد من الأجسام المضادة، وبعضها يتواصل مع الخلايا الأخرى، وبعضها يجذب المزيد من الخلايا التائية أو البالعات القاتلة.
  • الخلايا القاتلة، وهي كما يوحي الإسم تقوم بدور القتال في الجيش، حيث تهاجم الخلايا الأخرى، وهي مفيدة بشكل خاص في محاربة الفيروسات، حيث تتعرف على أجزاء صغيرة من الفيروس على السطح الخارجي للخلايا المصابة وتقوم بتدميرها.

أنواع المناعة البشرية في الجسم

يختلف نظام جهاز المناعة لدى كل فرد عن الآخر، ولكن كقاعدة عامة فإنه يصبح أقوى خلال مرحلة البلوغ، حيث يكون قد تعرض الجسم خلال ما مضى من وقت للعديد من مسببات الأمراض وقام بتطوير المزيد من المناعة ضدها، ويبقى الجلد في الجسم مثل البوابة الرئيسية للقصر.

ADVERTISEMENT

لهذا السبب يميل المراهقون والبالغون للإصابة بمرض أقل من الأطفال، فمنطقي أنه عندما يعرف جيش حراسة القصر عدوه ويدرسه جيداً فإنه يستعد له بشكل أفضل وبكافة أسلحته، إن هناك ثلاثة أنواع من المناعة لدى البشر، وهي مثل وحدات جيش الدفاع كما يلي:

المناعة الفطرية

لقد ولدنا جميعاً بمستوى من الحصانة ضد غزاة الجسم، وتشمل وحدة المناعة الفطرية خطوط الدفاع الخارجية ضد العدو مثل الجلد والأغشية المخاطية في الحلق والأمعاء، ولكن إذا تمكن العدو من التهرب منها فإنه يقع في أيدي وحدة المناعة المكتسبة.

المناعة المكتسبة

يُطلق عليها أيضاً المناعة التكيفية، ويتم تكوينها عندما نتعرض للأمراض أو نتلقى التطعيمات، حيث يقوم الجسم ببناء وحدة دفاع من الأجسام المضادة ضد مسببات الأمراض المختلفة كلما تعرض لإحداها، وهي أشبه بقاعدة بيانات الجيش ضد الأعداء السابقين.

ADVERTISEMENT

المناعة السلبية

وهي وحدة دفاع تمت استعارتها من مصدر آخر لكنها لا تستمر على المدى الطويل، مثل الأجسام المضادة التي يتلقاها الطفل عبر المشيمة قبل الولادة وفي لبن الأم بعد الولادة، فهي تحميه طوال السنوات الأولى من حياته فقط.

اضطرابات جهاز المناعة

لأن الجهاز المناعي شديد التعقيد، فهناك العديد من الطرق المحتملة لحدوث الخلل بداخله، وتنقسم أنواع الاضطرابات المناعية إلى ثلاث فئات كما يلي:

نقص المناعة

وهو عدم وجود ما يكفي من أسلحة أو جنود في الجيش، حيث ينشأ عندما لا يعمل جزء أو أكثر من جهاز المناعة في الجسم، ويمكن أن يكون بسبب العمر أو السمنة أو سوء التغذية أو إدمان الكحول، أو مرض الإيدز.

المناعة الذاتية

وهو اضطراب أشبه بحدوث خيانة داخل جيش الدفاع، حيث يستهدف الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة بدلاً من الأعداء من مسببات المرض أو الخلايا التالفة، في هذا السيناريو لا يمكن تمييز العدو من الصديق، ومن هذه الأمثلة مرض الاضطرابات الهضمية والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض جريفز.

فرط الحساسية

مع فرط الحساسية يتفاعل الجهاز المناعي بطريقة تتلف الأجهزة السليمة، مثال على ذلك حدوث صدمة الحساسية حيث يستجيب الجسم لمسببات الحساسية بشدة بطريقة يمكن أن تكون مهددة للحياة.

هل جهاز المناعة يدافع عنك أم ضدك؟

إن جيش المناعة الذي يقوم بحراسة قصرنا الثمين هو نظام معقد للغاية، ولكنه يعمل معاً في شكل متناغم ومتكامل وتحت هدف واحد، ورغم أنه قد لا يمكنك منع حدوث الخيانة بداخل الجيش، أي منع مشكلات المناعة الذاتية، ولكن قد يمكنك الوقاية من نقص المناعة عن طريق تزويد الجيش بما يحتاجه، فيا تُرى كيف تستطيع تقوية مناعة جسمك؟.

والآن أعزائي القراء، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم ما تحتاجون معرفته عن جهاز المناعة أو جيش حراسة الجسم، وإذا كان لديكم أي استفسار آخر، يمكنكم استشارة أحد أطبائنا من هنا.

ADVERTISEMENT

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة آية خيري - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/320101.php
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد