فرط الأوكسالات Hyperoxaluria and oxalosis

يحدث فرط الأوكسالات أو الداء الأوكسالي عندما يحتوي البول على الكثير من الأوكسالات، وتُعتبر الأوكسالات مادة كيميائية طبيعية في الجسم، وتوجد في أنواع معينة من الطعام، ولكن تُسبب زيادة نسبتها في البول مشاكل خطيرة.

ADVERTISEMENT

ويمكن أن ينتج هذا المرض عن اضطرابات وراثية (جينية)، أمراض معوية، أو تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالأوكسالات. وتعتمد صحة الكلى على المدى الطويل على التشخيص المبكر، والعلاج المناسب لفرط الأوكسالات.

وتحدث هذه الحالة بعد الإصابة بفشل الكلى للأشخاص الذين لديهم أسباب أولية، ومعوية للإصابة بهذا المرض، وتراكم الأوكسالات المتزايدة في الدم مما يؤدي إلى وجود رواسب منها في الأوعية الدموية، وأعضاء الجسم.

ADVERTISEMENT

أعراض فرط الأوكسالات

غالباً ما تكون العلامة الأولى للإصابة بهذا المرض هي حصوة الكلى. تتضمن أعراض حصوة الكلى ما يلي:

  • ألم الظهر الشديد، أو المفاجئ.
  • ألم في المنطقة أسفل الضلوع على الظهر (الخاصرة)، والذي لا ينتهي.
  • دم في البول.
  • إلحاح متكرر للتبول.
  • ألم عند التبول.
  • قشعريرة، أو حمى.

ضرورة استشارة الطبيب

تكون حصوات الكلى لدى الأطفال غير شائعة. من المرجح أن يكون وجود حصوات الكلى لدى الأطفال، والمراهقين ناتج عن حالة كامنة، مثل فرط الأوكسالات.

ADVERTISEMENT

ويجب أن يلجأ الأطفال الذين لديهم حصوات في الكلى إلى الطبيب للخضوع التشخيص الشامل، الذي يتضمن الاختبار الذي يقيس كمية أوكسالات البول. وكذلك يجب خضوع البالغين الذين يعانون من حصوات متكررة في الكلى لاختبار وجود أوكسالات في البول.

أسباب فرط الأوكسالات

يحدث هذا المرض نتيجة وجود كمية كبيرة من مادة تُسمى أوكسالات في البول، وهناك عدة أنواع من المرض كما يلي:

فرط الأوكسالات الأولي

تعتبر هذه الحالة هي حالة وراثية نادرة توجد عند الولادة. وفي هذه الحالة لا يفرز الكبد ما يكفي من بروتين معين (إنزيم) يمنع إنتاج كمية أوكسالات كبيرة، أو يكون الإنزيم لا يعمل بشكل مناسب، ويقوم الكبد بالتخلص من هذه الأوكسالات الزائدة في البول، ويمكن أن تتحد مع الكالسيوم لتكوين حصوات الكلى، والبلورات، التي يمكن أن تضر الكلى، وتُسبب إيقافهم عن العمل (الفشل الكلوي).

ADVERTISEMENT

وغالباً ما يُسبب تكوين حصوات الكلى في وقت مبكر ظهور الأعراض أثناء مرحلة الطفولة، أو المراهقة. ويُسبب إنتاج أوكسالات بكميات كبيرة جداً حدوث الفشل الكلوي للعديد من الأشخاص الذين يعانون من فرط الأوكسالات الأولي في وقت مبكر من سن البلوغ، بينما يمكن حدوث الفشل الكلوي مبكراً في مرحلة الطفولة، في حين قد لا يُصاب آخرون بالفشل الكلوي مطلقاً. وحتى الآن حدد الخبراء ثلاثة أسباب وراثية مختلفة للإصابة بهذا النوع من المرض.

الداء الأوكسالي

يحدث الداء الأوكسالي إذا كنت تعاني من فرط الأوكسالات الأولي، وأُصبت بالفشل الكلوي، حيث أن الجسم لم يعد قادراً على القضاء على الأوكسالات الزائدة، لذا تبدأ في التراكم في الدم أولاً، ثم في العينين، والعظام، والجلد، والعضلات، والأوعية الدموية، والقلب، والأعضاء الأخرى، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل متعددة.

فرط الأوكسالات المعوي

تُسبب العديد من الأمراض المعوية زيادة كمية أوكسالات البول، بما في ذلك مرض كرون، ومتلازمة الأمعاء القصيرة كنتيجة للإجراءات الجراحية، وزيادة امتصاص أوكسالات من الأطعمة.

ADVERTISEMENT

فرط الأوكسالات المتعلق بتناول أطعمة غنية بالأوكسالات

يُسبب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالأوكسالات زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، أو حصوات الكلى. ويجب أن تسأل طبيبك، أو اختصاصي الأغذية عن هذه الأطعمة، ويجب تجنبها بشكل خاص إذا كنت تعاني من فرط الأوكسالات المعوي.

مضاعفات فرط الأوكسالات

يمكن أن ينتج عن عدم علاج فرط الأوكسالات الأولي إصابة الكلى بالضرر، ومع مرور الوقت قد تتوقف الكلى عن العمل، ويكون حدوث ذلك هو العلامة الأولى للمرض بالنسبة لبعض الأشخاص. وتتضمن علامات، وأعراض الفشل الكلوي ما يلي:

  • انخفاض كمية البول، أو انعدام البول تماماً.
  • الشعور عموماً بالتعب، والإعياء.
  • فقدان الشهية، والغثيان، والقئ.
  • شحوب لون الجلد المتعلق بـ فقر الدم (الأنيميا).
  • ورم اليدين، والقدمين.

ويمكن أن يُسبب الداء الأوكسالي في مراحله المتأخرة مجموعة متنوعة من المضاعفات خارج الكلى، بما في ذلك أمراض العظام، وفقر الدم (الأنيميا)، وقرح الجلد، ومشاكل القلب، والعين، وبالنسبة للأطفال يمكن حدوث فشل في التطور، والنمو الطبيعي.

ADVERTISEMENT

تشخيص فرط الأوكسالات

سوف يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي شامل، بما في ذلك التاريخ الطبي، والمناقشة عن النظام الغذائي، وتتضمن الفحوصات اللازمة لتشخيص هذا المرض ما يلي:

  • فحص البول، لقياس الأوكسالات، ومستويات الأيض الأخرى في البول.
  • فحص الدم، للتحقق من وظيفة الكلى، بالإضافة إلى مستويات الأوكسالات في الدم.
  • تحليل الحصوة لتحديد إذا كانت حصوات الكلى خرجت، أم تحتاج لإزالتها جراحياً.
  • فحص الكلى بـ الأشعة السينية، الموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية للتحقق من وجود أي حصوات في الكلى، أو رواسب أوكسالات الكالسيوم.

وبعد الاختبار الأول، قد يُوصي الطبيب بمزيد من الاختبارات للتأكد من التشخيص، ومعرفة كيفية تأثير المرض على أجزاء أخرى من الجسم، وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

  • فحص الحمض النووي للتحقق من الأسباب الوراثية (فرط الأوكسالات الأولي).
  • خزعة الكلى للتحقق من رواسب الأوكسالات.
  • رسم القلب للتحقق من رواسب الأوكسالات في القلب.
  • فحص العين للتحقق من رواسب الأوكسالات في العين.
  • خزعة نخاع العظام للتحقق من رواسب الأوكسالات في العظام.
  • خزعة الكبد للتحقق من قصور الإنزيم، ويتم اللجوء إليه في حالات نادرة عندما لا يتمكن الاختبار الوراثي من اكتشاف سبب المرض.

وإذا كنت تعاني من فرط الأوكسالات الأولي يكون أشقائك معرضين لخطر الإصابة بالمرض، ويجب فحصهم أيضاً. ويجب أن تخضع للاختبارات الجينية إذا كنت تفكر في إنجاب المزيد من الأطفال، حيث يمكن أن يساعدك المستشارين في علم الوراثة على توجيه قرارك، واختبارك.

ADVERTISEMENT

علاج فرط الأوكسالات

يعتمد العلاج على نوع، وأعراض، وشدة المرض، وكيفية استجابتك للعلاج.

تقليل الأوكسالات

قد ينصحك طبيبك بواحد، أو أكثر من هذه العلاجات التالية لتقليل تراكم كمية بلورات أوكسالات الكالسيوم في الكلى:

الأدوية

قد تكون جرعة موصوفة من فيتامين B-6 فعالة في تقليل أوكسالات البول بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من فرط الأوكسالات الأولي. وكذلك يساعد في منع تكون بلورات أوكسالات الكالسيوم استخدام الفوسفات، والسترات، وكذلك يمكن استخدام بعض الأدوية اعتماداً على المخالفات الأخرى الموجودة في البول، مثل مدرات بول الثيازيد.

تناول السوائل العالية

من المرجح أن يخبرك طبيبك بأن تشرب المزيد من الماء، أو السوائل إذا كانت الكلى ما زالت تعمل بشكل طبيعي. ويساعد ذلك على حماية الكلى، ومنع تراكم بلورات أوكسالات في البول، ومنع تكون حصوات الكلى.

التغييرات الغذائية

الانتباه للنظام الغذائي هو أمر هام بوجه عام إذا كنت تعاني من فرط الأوكسالات المعوي، أو الغذائي. وقد ينصحك طبيبك بإجراء تغييرات في نظامك الغذائي تتضمن تقييد الأطعمة الغنية بالأوكسالات، والحد من الملح، وخفض البروتين الحيواني، والسكر (شراب الذرة عالي الفركتوز). وتساعد مثل هذه التغييرات الغذائية في خفض مستويات أوكسالات البول، لكن قد تكون القيود الغذائية غير فعالة لبعض الأشخاص المصابين بفرط الأوكسالات الأولي، لذا يجب اتباع توصيات الطبيب.

السيطرة على حصوة الكلى

تكون حصوة الكلى شائعة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فرط الأوكسالات، ولكنهم لا يحتاجون دائماً للعلاج. وقد تحتاج لإزالة حصوات الكلى، أو تفتيتها لتعبر، وتخرج من خلال البول إذا كانت تُسبب الألم، أو تُغلق تدفق البول.

غسيل وزرع الكلى

من الممكن أن تفقد الكلى وظيفتها اعتماداً على شدة هذا المرض. ويمكن أن يساعد الغسيل الكلوي بشكل مؤقت، ولكن لن يمكنه متابعة كميات الأوكسالات المنتجة. كذلك يمكن أن يساعد زرع الكلى، أو زرع الكلى والكبد في علاج بعض أنواع فرط الأوكسالات الموروثة (فرط الأوكسالات الأولي).

الاستعداد لموعد الطبيب

قد تبدأ بزيارة طبيب العائلة لعلاج حصوات الكلى المرتبطة بهذا المرض، وقد يتم إحالتك إلى طبيب متخصص في علاج مشاكل المسالك البولية إذا كانت الحصوات كبيرة، ومؤلمة، وتضر الكلى.

ماذا يجب أن تفعل؟

للاستعداد لموعدك يجب اتباع ما يلي:

  • اسأل إذا كان هناك أي شئ يجب عليك القيام به قبل الموعد، مثل تقييد نظامك الغذائي.
  • اكتب أعراضك، بما في ذلك تلك التي تبدو ليس لها علاقة بحالتك.
  • تتبُع مقدار شرب السوائل، والتبول خلال فترة 24 ساعة.
  • اكتب قائمة بجميع الأدوية، الفيتامينات، أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها.
  • اصطحب معك أحد أفراد عائلتك، أو أصدقائك، إن أمكن، لمساعدتك في تذكر ما تناقشه مع الطبيب.
  • اكتب الأسئلة التي تريد سؤال طبيبك عنها.

وتتضمن بعض الأسئلة الرئيسية فيما يخص هذه الحالة ما يلي:

  • ما هو السبب الأكثر احتمالاً لأعراضي؟ هل هناك أسباب محتملة أخرى؟
  • ما هي الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
  • هل لدي حصوات كلى؟ ما هو نوعها؟
  • أين تقع حصوات الكلى؟ ما هو حجمها؟
  • ما هي العلاجات المحتملة لحالتي؟
  • كيف يمكنني منع تكون حصوات الكلى في المستقبل؟
  • لدي حالات أخرى، كيف يمكنني التعامل معهم جميعاً؟
  • هل أحتاج أن أخطط لزيارات متابعة أخرى؟
  • هل لديك أي مواد تعليمية يمكنني أخذها معي؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟

وبجانب هذه الأسئلة التي قمت بإعدادها لا تتردد في السؤال عن أي أسئلة أخرى أثناء الموعد.

ماذا تتوقع من طبيبك؟

من المرجح أن يسألك طبيبك عدد من الأسئلة ومن ضمنها:

  • متى لاحظت أعراضك لأول مرة؟
  • هل تحدث أعراضك طوال الوقت، أم مرة واحدة فقط؟
  • ما مقدار شدة أعراضك؟
  • هل هناك أي شئ يمكنه أن يقضي على أعراضك، أو يزيدها سوءاً؟
  • هل هناك أي شخص آخر في عائلتك يعاني من حصوات الكلى؟

ADVERTISEMENT

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة مي أحمد - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد